لأب كوزيمو سبادافيكية مرسل و اخ

Fr. Cosimo, Missionary and Brother

في ذكرى الأب كوزيمو سبادافيكية

الاب /دياجو كربوناري الكمبوني

28/5/1941 ولد في مولفيتا. اسم الوالد ميشيل؛ اسم الوالدة: سوزانا تاتولي. له أخ واحد، اسمه نيكولا. تعميد ”كوزمو فيتوريو“، الذي ضمن في ذلك الوقت مساعدة متواضعة من الحكومة (فيتوريو هو اسم الملك)

1960-1962 الابتدأ في غوزانو

9/9/62 النذور الأولى

1962-1966 الإكليريكية في فينيغونو: من سبتمبر 1962 إلى يوليو 1966

28/6/66 الرسامة الكهنوتية

1966-1968 دراسة اللغة العربية في زحلة، لبنان

1968-1982 الأُبيض، سودان: العمل الرعويّ

1982-1984 دراسة المجيستير في الكتاب المقدس، في روما

1984-1986 الأُبيض، في دار الأسقف: العمل الرعوي

1986-2001 السكاكيني: تدريس. رئيس الجماعة من 1994-2001

2001-2002 التفرغ في الفلبين، ثم في كينيا

2003-2005 في ميسينا في جنوب إيطاليا، التنشيط الإرسالي

2006-2007 مُدرس في دار كومبوني

2007-2009 مُدرس في السكاكيني

2008-2010 رئيس مفودية مصر للكمبوناين

2010-2017 سكاكيني، عمل رعوي وتدريس في الإكليريكية في المعادي

2018-2025 معاش في كاستل دازانو، فيرونا

كان الأب كوزيمو أولاً وقبل كل شيء مبشرًا أحب السودان. بالنسبة لأولئك الذين عرفوه في مصر، فإن ذكرياته عن السنوات التي قضاها في السودان كانت دائمًا ما تبعث نورًا خاصًا في عينيه. كان يتذكر ضاحكًا تلك الأوقات التي كان يتعرف فيها في الأُبيِّض على أطفال الشوارع، لدرجة أنه كان يتجول معهم ويتعلم منهم بعض الحيل التي كانوا يسرقون بها – لقلة الطعام – تفاحة أو مانجو من السوق. كما يتذكر أيضاً من أفضل الأيام التي قضاها في السودان رحلة لمدة ثلاثة أسابيع قام بها مع بعض البدو في الصحراء، عبر حدود كسلا إلى إريتريا، وقد تركت سماء الصحراء المرصعة بالنجوم ليلاً ذكرى عزيزة في قلبه. على حد تعبير البابا فرنسيس، كان الأب كوزيمو “راعيًا يحمل رائحة قطيعه”. محبته الخاصة للسودان كانت واضحة لنا نحن الرهبان الذين لم نسمعه يوماً يتحدث عن السودانيين بسوء؛ كان يشتكي أحياناً من رفاقه، وربما حتى من الأساقفة والرؤساء، ولكننا لم نسمعه يوماً يقول كلمة سيئة عن السودانيين. بالنسبة لهم، كان ينظر دائمًا إلى نصف الكأس الممتلئ.

كان الأب كوزيمو إنساناً يُحب كلمة الله. ترك التفرغ الذي أخذه في الفلبين وورش عمل لومكو التي حضرها في كينيا أثرًا عميقًا في عمله الرعوي وروحانيته. حقًا، كانت الكلمات ”كَلِمَتُكَ سِرَاجٌ لِخُطَايَ“ (مز 119: 105) حقيقة واقعة في الأب كوزيمو. في السنوات العديدة التي درّس فيها في المعهد الإكليريكي في المعادي ومعهد العلوم الدينية في السكاكيني، تأثّر العديد من طلابه بشغفه بكلمة الله. علاقته مع كلمة الله علاقة حية أكثر بكثير من مجرد تعلم مفاهيم عن الكتاب المقدس.

كان الأب كوزيمو يؤمن إيمانًا عميقًا بالحوار بين الأديان. وفي إهتمامه بهذا الأمر، دخل في توتر صعب مع الأسقف باولينو لوكودو في الأُبيض في سنواته الأولى من الرسالة في الثمانينات. كان أيضًا رجل حوار بين الكنائس وبين الطقوس. إتقانه الجيد للغة العربية سمح له بالتواصل بسهولة مع الناس من جميع الخلفيات والمعتقدات. يُذكر كأحد اللاعبين الرئيسيين في افتتاح وتأسيس دار كومبوني. كان أيضًا منشطًا تبشيريًا موهوبًا، وكثيرًا ما كان يعظ في الصعيد في مناسبات مختلفة، مثل وعظه للشباب في جرجا، خلال خمس وعشرين سنة من كهنوت الأب الراحل توماس رياض. كان رجل إصغاء وكرم ضيافة، يحرص دائمًا على الاهتمام بالزائرين والأصدقاء.

وأيضاً سيُذكر الأب كوزيمو ببساطته. في بعض الأحيان وضعته بساطته على خلاف مع الأسقف في الأُبيّض الذي أصرّ على ضرورة أن يرتدي الكهنة ملابس رسمية. أما الكهنة الذين عرفوه كرئيس للمفودية فقد تأثروا بالتواضع الذي كان يتعامل به مع الجميع بشكل أخوي. وعندما كان يسأله الغرباء عما إذا كان ”الأب كوزيمو“، كان يبتسم عادةً ويجيب ”أفضل أن أقول إنني ابن، أكثر من أن أقول أني أب “.

على حد تعبير الأسقف كلاوديو لوراتي، الأب كوزيمو هو أول كاهن اللذي فتح أبواب رعية كاثوليكية في مصر للاجئين السودانيين. من بين الإنجازات الأخرى، يتذكره أبناء الرعية لبدئه ما يلي:

– جمعية الطلاب المسيحيين الأفارقة   (ACSA)

– جمعية المحبة، لزيارة المرضى

– جمعية القديسة بخيتة

– ”مركز التدريب المسيحي“، لتعليم الخياطة

– أول مجلس الرعية

– أول معمل كمبيوتر في الرعية

– مدرسة القيديس شارل لوانغا الابتدائية ومدرسة الأب فيليب سينا الثانوية

– افتتاح مركز القديس بخيتة في حي “أربعة ونص” الذي يحتفل الآن بمرور 25 عامًا على افتتاحه ويضم عددًا من أبناء الرعية يفوق عدد أبناء الرعية في كنيسة السكاكيني الرئيسية

– قام برعاية الطلاب السودانيين الذين درسوا في الخارج

– شجّع دعوات الرهبان السودانيين، وبنيهم بعض الفرنسيسكان

توفي الأب كوزيمو في فيرونا بعد أن عانى من مرض الزهايمر لعدة سنوات؛ في الأسابيع الأخيرة أصابته عدوى في الجهاز التنفسي جعلته أضعف وأوهن. لقد غادرنا عشية أحد الراعي الصالح، وهو نفسه صورة لمَن يبذل حياته من أجل قطيعه، ويفعل ذلك بابتسامة.

By mudir